قصة العائد من الأسر وهيب الزريقي.. سجناء ماتوا بسوء التغذية وأسرتي دفعت أكثر من مليون ريال لـ” قات الحوثيين”

في 26 اغسطس 2019، وقع الزريقي في قبضة مسلحي جماعة الحوثي وقرابة 2300 من المجندين على الحدود الجنوبية للمملكة السعودية في وادي جبارة بعد 3 ايام من الحصار ونفاد الذخيرة و قطع الماء والغذاء عنهم داخل كماشة الوادي فيما بات يعرف ب “فضيحة لواء الفتح”. .

وعلى مدى 3 ايام استقبلت أسرة الزريقي العزاء بوفاته قبل ان يسمح له الحوثيون بالتواصل مع اسرته بعد 6 أشهر من وقوعه في الاسر.

“اتصال لإرسال النقود “

يقول الزريقي في حديثه لـ “يمن سايت”: لم يسمح لي الحوثيين والمشرفين في سجن الأمن المركزي بالتواصل مع اسرتي باستثناء اتصال واحد فقط شهريا لإرسال المال ” مصاريف ” الى حسابات مشرفين صار جميع الاسرى يحفظون اسمائهم الرباعية، احدهم هو بشير احمد حسن المرتضى والمشرف الاخر احمد محمد محمد جار الله .”لقد تحولوا الى اثرياء من مصاريف الاسرى التي يتم ارسالها الى حساباتهم”. .

يضيف الزريقي: وجبات الغذاء المقدمة في السجن سيئة جدا وعلى مدى عامين يقدموا لنا في السجن وجبتي افطار وعشاء ” كدم وفاصوليا او عدس، ووجبة غداء رز جاف وصانونة هواء.. ماء مع قليل من البطاطا”.

وتابع: بعثت اسرتي الى حساب السجان المرتضى مبلغ مليون ونصف المليون ريال بالعملة القديمة المتداولة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ولكن لم احصل منها على” بصلة ” واحدة لمعالجة اعراض الزكام.. كلما اطلب تفاحة او عصير مانجو يقولون لي ان البقالة لا يوجد فيها سوى قات وسيجارة واضطر انا وكثير من السجناء لشراء القات والسجائر من المشرفين حتى نفاد مصاريفنا المودعة في حساباتهم.

“كلما طلبت منهم. شراء حليب او تفاحة او عصير مانجو من الاموال التي ارسلت بها اسرتي يقولوا لي: “مش موجود سنوفره لك لاحقا لكنهم يوفروا القات والسجائر فقط”، أشار الزريقي. .

اكياس القات التي يجمعها الحوثيون من المزارعين كمجهود حربي كانت كثير منها تصل الى اكبر معتقل في البلاد يحوي قرابة 5 الاف أسير ومعتقل. .

يقول الزريقي تصلنا دائما من مشرفي السجن اكياس قات مكتوب عليها دعم جبهة مأرب، يجيدون بيع القات والسجائر فقط وعلى مدى سنتين لم اتناول اللحم الا مرتين: في “ذكرى المولد النبوي” الذي تحتفل به جماعة الحوثيين.

شكاوى متكررة  

على مدى سنتين يتذكر الزريقي 4 زيارات نفذتها منظمات محلية الى السجن:” تحدثنا لهم عن سوء التغذية وسرقة مصاريفنا من قبل المشرفين وعدم حصولنا على ملابس او بطانيات وفي كل زيارة يقولوا لنا سنرفع تقرير بمعاناتكم.

بجامتان وبدلة طيار

خلال سنوات أسره حصل الزريقي على بجامة وزعتها احدى المنظمات للأسرى وبجامة اخرى اشتراها له مشرف حوثي ومئات الاسرى الاخرين داخل عنابر السجن من مصاريفهم المرسلة من اسرهم ليلبسوها في عيد الاضحى: اخذوا من حساب كل شخص 10 الاف لشراء بجامة له في العيد لكنهم بعد 3 أشهر طلبوا منا تسليم البجامات وبرروا ان ادارة السجن منعتها لأسباب أمنية وبعد أشهر نقلوني الى عنبر آخر ووجدت نفس البجامات باعوها مجددا لنزلاء عنبر اخر بعد غسيلها وكيها.

يضيف: في شتاء العام الماضي جلب لنا الحوثيون بدلات طيارين ومهندسين جويين من مخازن القوات الجوية، وعندما زارتنا احدى العاملات بمنظمات محلية قالت لي: هذه ملابس طيارين ومهندسين في الجوية وقيمة البدلة الواحدة لا يقل عن 100 دولار.

دخل الزريقي الى معتقل الحوثيين وابنه مشاري لم يكمل عامه الاول ولم يره حتى اللحظة. وقع في الاسر وسعر صرف العملة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية 135 ريال يمني، مقابل الريال السعودي الواحد، حاليا يتجاوز السعر ٢٥٠ ريالاً.

قبل عاصفة الحزم كان الزريقي، خريج المحاسبة، يعمل في الحديدة واجبرته ظروفه المعيشية الالتحاق بمقاتلين غير نظاميين والانخراط مع مجاميع غير مدربة في لواء الفتح بمحور كتاف الذي يقوده تاجر العسل رداد السلامي.

يقول الزريقي: “عندما نقلوني الى سجن الصالح بتعز كنت اعتقد انني سأخوض جولة جديدة من التعذيب بعد تعذيب وحشي تعرضت له عقب أسرى والذي سبب لي آلام شديدة في العمود الفقري وأحيانا كثيرة لا اقوى الحركة.

ويضيف: “مات كثيرون داخل العنابر بسبب سوء التغذية وعدم توفير العلاج.. مات امامي وبجانبي “محسن الشبواني” داخل العنبر بسبب ارتفاع الضغط وعشرات أغمي عليهم ودخلوا في غيبوبة بسبب ارتفاع الضغط ونقلوا الى خارج السجن وانقطعت اخبارهم وقبل مغادرتي السجن كان عبد الله الجماعي (اسير) في حالة صعبة بسبب الضغط وانعدام العلاج. ايضا “محفوظ البريهي” (اسير) في حالة خطيرة جدا وقد تورم جسده وصار عاجزا عن الحركة والكلام، مسجى داخل العنبر بسبب تناوله أدوية منتهية الصلاحية صرفها له الحوثيون.